تعاون معهد جسور مع دوري نجوم قطر من أجل تقديم ورشة عمل مميزة للاعبين والمدربين تحت عنوان "إدارة مسيرة مهنية ناجحة"، وذلك خلال يومي 2  و3 ديسمبر. وصُمم البرنامج لتطوير فهم الرياضيين بعالم أعمال الرياضة، فضلاً عن تطوير مهاراتهم في مجال التعامل مع القلق خارج الملاعب.

واستمع الحاضرون إلى أسطورة كرة القدم، خافيير زانيتي، الفائز بكأس أبطال أوروبا، ونائب رئيس نادي إنتر ميلان العريق حالياً، فضلاً عن كونه عضواً في اللجنة التنظيمية للفيفا، والذي شارك خبراته المهنية والدروس المستقاة من أجل النمو التعليمي والمهني خارج الملاعب.

ويقول زانيتي: "توجد العديد من المغريات بالنسبة للاعب كرة القدم، مما قد يحد من التزامه وتركيزه. والتدريب ضروري، وكذلك التحضير النفسي، حيث يتوجب أن يكون المرء مرناً ويحترم أصحاب المصالح ويركز على الأداء". وبالنسبة إلى نموه المهني الشخصي، قال زانيتي: "عندما اعتزلت كرة القدم كلاعب، بدأت برنامجاً تنفيذياً ولديّ مدرب تنفيذي يُرشدني من أجل تطوير مهارات الأعمال لديّ، وأنا أتعلم الكثير بالفعل".

واشتمل البرنامج، الذي امتد على مدار يومين، وقاده البروفسور دينو روتا، المدير العلمي لماجستير الفيفا في كلية بوكوني للإدارة والمدير الأكاديمي لبرامج الدبلوم المهني في معهد جسور، على حصص حول كيفية إنشاء شبكة دعم لإدارة متطلبات الرياضات المهنية وتعزيز الفرص المهنية. واطلع الحاضرون على المهارات التي تراوحت ما بين فهم وإدارة الإعلام، والرعاة، والوكلاء، والاستثمارات المالية، من أجل التخطيط والتنمية المهنية على المدى الطويل.

من جهتها، قالت عفراء النعيمي، المدير التنفيذي لمعهد جسور: "مع ازدهار الرياضة وكرة القدم في قطر وسائر أرجاء المنطقة، ستتوفر للمزيد من الشباب فرص احتراف الرياضة. نحن ندرك في معهد جسور بأن متطلبات الرياضة المحترفة تزداد، ولكي يتمكن الرياضيون من التركيز على أدائهم في الملاعب، فإن ورش عمل كهذه من شأنها مساعدتهم واكسابهم المهارات التي تؤهلهم لإدارة حياتهم خارج الملاعب".

ويُضيف زانيتي: "تُعد قطر مثالاً رائعاً يُمكن للدول الأخرى الاحتذاء به، حيث توفر بنية تحتية حديثة ومهنيين قادرين على فعل الكثير. أعتقد بأن العديد من اللاعبين يُمكنهم بدء الدراسة حتى خلال مسيرتهم الكروية، ومن المهم تواجد البيئة الملائمة التي تدعم نموهم الفكري".

وأُتيحت الفرصة للمشاركين للتعارف والتشابك في نهاية اليوم الأول، فضلاً عن حضور مباراة قطر والإمارات العربية المتحدة في إطار كأس الخليج العربي.

وقال لورنس أنس مبارك، لاعب الكرة وأحد المشاركين في الورشة: "هذه تجربة في غاية الأهمية بالنسبة لنا كلاعبين. لست شخصياً في المراحل الأولى من مسيرتي المهنية، لكنني ما زلت بحاجة إلى شخص ذي خبرة لإرشادي حول سُبل خوض مسيرتي في المستقبل. لقد أدى معهد جسور مهمة رائعة في تنظيم هذه الورشة، وأنا سعيد بالمشاركة. لا تتوفر للجميع فرصة لقاء لاعب مثالي مثل خافيير زانيتي والتعلّم منه، وهو كان قدوة بالنسبة لنا جميعاً. بالرغم من أنني ألعب في مركز مختلف عما كان يلعبه، فقد كان من نخبة اللاعبين، وتنضوي مسيرته المهنية على دروس كثيرة بالنسبة لنا كرياضيين".

أما جاسر يحي، وهو لاعب آخر شارك في الورشة، فقال: "لقد كنت في غاية السعادة للتعلّم من لاعب كبير مثل خافيير زانيتي. أعتقد بأن أهم ما استخلصته من الورشة هو إذا ما كنت على الدرب الصحيح، يتوجب عليك المثابرة، وسيتحقق بعدها النجاح. وهذه الورش مهمة جداً لأنها تُظهر لنا أنه مع الإرشاد الصحيح، من الممكن أن تنجح، كما أنها منصة فاعلة لنا من أجل طرح الأسئلة أو التغلب على الشكوك مع بعض أعظم اللاعبين".

وتبني ورش العمل على مساعي معهد جسور المستمرة لدعم التخطيط والتنمية المهنية طويلة الأمد، من أجل تعزيز الفرص التي توفرها حالياً صناعة الرياضة في قطر. وقد أُنشئت هذه الورشة لتكون نقطة انطلاق لمسيرة مستمرة لتنمية المهارات المهنية والمعارف للرياضيين المحترفين في المنطقة.