بمناسبة دوري أبطال آسيا 2020، وهي النسخة التاسعة والثلاثين من البطولة الريادية للأندية في القارة الآسيوية، التي نظمها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في قطر خلال الفترة 14 سبتمبر – 3 أكتوبر، فقد وحّد قسم جاهزية البطولة في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، ومعهد جسور، الذراع التعليمي والتدريبي للجنة، جهودهما من أجل تطوير وتنفيذ برنامج تدريبي لمساعدة المتطوعين على تقديم بطولة مذهلة.
وشكّل البرنامج التدريبي لدوري أبطال آسيا أول حلقة في سلسلة برامج التدريب الرسمي لقسم جاهزية البطولة ومعهد جسور التي تمتد لعامين مقبلين. وركزت الحلقة الأولى على قادة فرق المتطوعين، على أن تركز الحلقة القادمة على المتطوعين في الفعالية. وحضر قادة الفرق جلسة تدريب إلكتروني حول القيادة، بهدف دعم إجراءات التوظيف، وتقديم فعالية على الأرض كان المتطوعون في صلب عملها. وتبع ذلك جلسة تدريب إلكتروني عامة لخمسة وخمسين متطوعاً في الدورة، شملت "ثقافة التطوع في قطر ولماذا يختار الأشخاص أن يتطوعوا"، ومهارات التواصل، وثقافة الإتاحة، وكيفية التحضير لفعالية مهيئة للتعامل مع ظروف كوفيد-19.
قبيل الفعالية، فقد زار المتطوعون الملاعب الأربعة، حيث أجروا تدريبات مُخصصة على أرض الواقع.
وقد وجد المتطوعون التدريبات شاملة ومفيدة. وشمل تقييم التدريب تعليقات على غرار "كان التدريب العام مهنياً ومتكاملاً. كما استمتعت بالروح النفسية المرحة للمتحدثين، وكيفية تفاعلهم مع بعضهم البعض ومع المتطوعين".
بناء على الاستبيان الذي تلى الفعالية، فقد كانت التعليقات:
"لقد شاركت في العديد من الفعاليات الرياضية في قطر سابقاً، لكن كوني عضواً في فريق المتطوعين في دوري أبطال آسيا 2020 كان تجربة رائعة بالفعل. لقد سُررت بمقابلة أفراد مختلفين، مما عزز شبكة أصدقائي. ونتيجة التدريب والدعم الذي تلقيته من قائد الفريق ومدرائي، فقد شعرت بأنني قد أديت دوري على أفضل وجه!" (متطوع في مجال العمليات الإعلامية)
"أود أن أقول شكراً على كل الدعم والتدريبات والنصائح والمعارف التي شاركتموني إياها. لقد عملنا عن كثب مع أفراد من ثقافات مختلفة، وكان الجميع داعماً إلى درجة شعرت معها بأنني أعمل مع أفراد عائلتي". (متطوع في مجال القوى العاملة)
وفي هذا الصدد، قالت السيدة عفراء النعيمي، المدير التنفيذي لمعهد جسور: "المتطوعون ليسوا فقط من يجعل الفعاليات الكبرى في الرياضة وغيرها ناجحة للغاية، بل وخالدة في الأذهان أيضاً. لا شك بأن تأثير حملة تطوع ناجحة هي مهمة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي. وهذا ينطبق أكثر في قطر، التي ستشارك لأول مرة في التاريخ بأكملها في دورة، يستعد لها المتطوعون من الآن. من هنا، يتفق معهد جسور، بصفته مشروعاً إرثياً لكأس العالم 2022، على ضرورة صياغة استراتيجية تدريب شاملة للمتطوعين وتقديمها. وتتمثل رؤية قطر لعام 2030 في بناء مجتمع أكثر حساً بالمسؤولية الاجتماعية، لا سيما تجاه الأجيال المقبلة، لذا فإن روح المشاركة مع استراتيجية التطوع الوطني التي ميّزتني وزملائي تسعى تماماً لخدمة هذا الهدف".
ويقول فاسكو كوركجيان، مدير بناء القدرات الأول في معهد جسور: "يُعد هذا البرنامج التدريبي والتعليمي المشترك مع زملائنا في قسم جاهزية البطولة اعترافاً بأهمية دور كادر من المتطوعين المتفانين في أي قوة عاملة. وتُسعدنا الفرصة أن نكون المستشار الاستراتيجي لمبادرة كهذه. لا شك بأن التعاون والتآزر من شأنهما تعزيز الكيانات المختلفة وفرقها، التي تسعى لتحقيق هدف واحد هو تقديم بطولة كأس عالم ناجحة في 2022".
وقالت نيكولا ماكالوف، خبيرة الموضوع ومستشار معهد جسور، التي قادت أول جلسة تدريبية بالتعاون مع يوليانا أفسييفيتش، قسم جاهزية البطولة، وأغيد فوده، مدير التدريب والتطوير (خدمات البلد المضيف)، وكريستين تود، خبير التطبيق والمراقبة باللجنة العليا، ومارك داير، المستشار لدى اللجنة العليا للمشاريع والإرث في مجال التسهيلات والتصميم الشامل: "لقد كنت في غاية الحماس لتدريب قادة الفرق والمتطوعين، كما كان الجو رائعاً، مما يُظهر بأن ثقافة تطوع قوية هي حاضرة بقوة في قطر. ونحن ننظر قدماً إلى تطوير شبكة خبراء أكاديميين وعاملين في الصناعة ومتطوعين معتمدين وماهرين. بالإضافة لذلك، فإننا نولد معارف ومحتوى في غاية الأهمية من خلال أجندة بحثية شاملة ووسائل تعليمية، بدءاً على مستوى القاعدة وصولاً إلى تعليم المدراء والقادة في مجال التطوع ونشرهم في المجتمعات المحلية في قطر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وحول العالم".
يهدف التعاون، على مرّ الأيام، إلى تعزيز ثقافة التطوع في قطر وخارجها من خلال منهج تعليمي متكامل في إدارة المتطوعين، ولاحقاً إمكانية توفير منصة لتدريب قادة ماهرين ومتفانين في مجال التطوع، وتقديم اعتماد لهم، لدعم تقديم الفعاليات في القطاعات المختلفة. ومن شأن مبادرة كهذه أن تسخر قدرات شبكة ابتكارية متينة من الجامعات، ومعاهد الرياضة، والفعاليات، ومعاهد التدريب، ومجموعات المتطوعين الموجودة.
ستدور الحلقات التدريبية القادمة خلال شهري نوفمبر وديسمبر، حيث ستركز على التحضير للفعاليات المقبلة على غرار دوري أبطال آسيا 2020 (شرق) وكأس سمو الأمير 2020. ونحن ننتظر مشاركة 500 متطوع لحضور التدريب الإلكتروني العام، حيث سيتعلمون حول تاريخ دوري أبطال آسيا وكأس سمو الأمير، وسُبل تنظيمهما، ويناقشون المهارات الأساسية للمتطوعين، ويراجعون بروتوكولات الصحة والسلامة ذات الصلة بكوفيد-19. وقبيل الفعالية، سيزور المتطوعون الملاعب حتى يتأقلموا معها، ويقابلوا مدراء القطاعات الوظيفية للتدرّب على أدوارهم المحددة.